كتب / حسني داخلي محمد
القاهرة كلمه السفير شارلز أنجينا بالقاهرة تحت شعار “من المصدر إلى الكوب”، سلطت أوغندا الضوء على الفرص الاستثمارية الهائلة والتحولات الجارية في قطاعَيها الرئيسيين: البن والشاي، وذلك خلال فعالية خاصة استضافتها لعرض إمكاناتها الزراعية والصناعية.
البن: من التربة إلى العالمية
أكد مسؤولون أوغنديون أن البن ليس مجرد مشروب، بل هو رمز ثقافي ومصدر رزق لأعداد كبيرة، ويعد أحد أكبر مصادر النقد الأجنبي للبلاد. وعلى الرغم من استيراد العديد من الدول للبن الأوغندي الخام لمعالجته وفقاً لأذواقها، فإن أوغندا تدعو المستثمرين لاستكشاف سلسلة القيمة كاملةً من أراضيها الخصبة.
وتتصدر أوغندا دول أفريقيا في تصدير بن الروبوستا، بينما تزداد مكانتها سريعاً في إنتاج بن الأربيكا عالي الجودة الذي يزرع على المرتفعات. ومع تزايد الطلب العالمي على البن الخاص (Specialty) والقابل للتتبع، فإن أوغندا في موقع فريد لتلبية هذا الطلب بفضل مناخها المواتي ومواردها المائية الوفيرة وتطور كفاءة المزارعين.
ولكن الفرصة الأكبر، كما أشار المتحدثون، لا تكمن في الزراعة فقط، بل في إضافة القيمة. فلا يزال معظم البن الأوغندي يصدر في صورته الخام، مما يفتح الباب أمام استثمارات ضخمة في مجالات المعالجة والتحميص والتغليف وطحن البن الأوغندي الممتاز لتسويقه محلياً وإقليمياً ودولياً.
حوافز داعمة وبيئة مشجعة
لدعم المستثمرين، تتبنى أوغندا أجندة التصنيع الزراعي، وتوفر مناطق معالجة الصادرات حزمة من الحوافز تشمل:
إجازات ضريبية.
استيراد الآلات والمعدات معفاة من الرسوم الجمركية.
تبسيط إجراءات الإنتاج.
دعم مؤسسي قوي من هيئة تنمية البن الأوغندي التابعة لوزارة الزراعة.
بالإضافة إلى ذلك، تسهم الابتكارات في مجالات الزراعة الذكية مناخياً، والتتبع الرقمي، وأنظمة الإرشاد الحديثة في رفع كفاءة وجودة واستدامة سلسلة القيمة بأكملها.
الشاي: تحول نحو الجودة والتخصص
يشهد قطاع الشاي الأوغندي، المعروف تاريخياً بإنتاج الشاي الأسود عالي الجودة، تحولاً ملحوظاً. فبجانب هيمنة المزارع الكبيرة والصغار المزارعين، يشهد القطر نمواً مطرداً في إنتاج الشاي الخاص (Specialty Teas) والعضوي، واعتماد تقنيات معالجة حديثة.
وتتمتع أوغندا بميزة تنافسية مع العديد من الدول المنتجة للشاي بفضل ظروف النمو المثالية في عدة مناطق، مما يسمح بالإنتاج على مدار العام. وتتوفر الفرص على طول سلسلة القيمة، تشمل إنشاء وتطوير مصانع المعالجة، وإدخال تقنيات موفرة للطاقة، وتحسين التغليف والعلامات التجارية والتوزيع.
تحديات وطموحات
اعترف المسؤولون بتأثر صادرات الشاي الأوغندي جراء النزاع في السودان، أحد الأسواق الرئيسية، معربين عن أملهم في حل سريع يعيد استقرار حركة التجارة. وأكدوا أن السلام في المنطقة هو حجر الزاوية للنمو والازدهار المشترك.
خاتمة ودعوة
في ختام الفعالية، توجه المسؤولون بالشكر للحضور، مؤكدين أن أوغندا أرض الفرص، ومدعوين المستثمرين والشركاء من جميع أنحاء العالم للاستفادة من الإمكانات الكبيرة في قطاعي البن والشاي، والمساهمة في كتابة فصل جديد من النجاح والجودة للأصناف الأوغندية في الأسواق العالمية.























