بيليم تستضيف COP30: قفزة تاريخية لتمويل المناخ ومصر تثبت دورها القيادي

كتب / حسني داخلي محمد

بيليم، البرازيل – تحتضن مدينة بيليم البرازيلية فعاليات مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة للتغير المناخي (COP30) وسط ترقب دولي كبير، حيث يُنظر إلى هذه الدورة على أنها محطة حاسمة لإعادة تعريف مسار العمل المناخي العالمي، واختبار جدي لإرادة المجتمع الدولي في سد الفجوة التمويلية الهائلة التي تعيق جهود التكيف في الدول الأكثر تضرراً.

التمويل: من الوعود إلى التطبيق الفعلييضع المؤتمر قضية التمويل المناخي في صلب أجندته، ساعياً إلى تحقيق هدف طموح غير مسبوق يتمثل في ضخ 1.3 تريليون دولار لدعم الدول النامية والجزرية الضعيفة. يأتي هذا الهدف ليعيد الثقة في المفاوضات الدولية، بعد أن أخفقت الدول المتقدمة في الوفاء بتعهدها السابق بتقديم 100 مليار دولار سنوياً، مما أثار حالة من عدم الثقة.

ويمثل هذا التمويل الضخم شريان حياة لهذه الدول لتمويل:

التحول للطاقة النظيفة: والتوسع في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

بناء بنية تحتية مرنة: قادرة على مواجهة الكوارث الطبيعية المتزايدة كالفيضانات والجفاف.

حماية المجتمعات المحلية: من تداعيات المناخ مثل تدهور الزراعة وندرة المياه.

نقل التكنولوجيا الخضراء: من الدول المتقدمة إلى نظيرتها النامية.

مصر: من الاستضافة إلى القيادة الفاعلة

تشارك مصر في المؤتمر بوفد رفيع المستوى لتؤكد على دورها المحوري كقائد إقليمي في العمل المناخي، مستندة إلى رصيدها من الخبرة بعد استضافتها الناجحة لمؤتمر COP27 في شرم الشيخ، والذي أسفر عن إنجاز تاريخي بإنشاء صندوق “الخسائر والأضرار”.

وستسلط مصر الضوء خلال فعاليات COP30 على نموذجها العملي الرائد، الذي تجسد في:

مشاريع عملاقة للطاقة المتجددة: وعلى رأسها محطة بنبان للطاقة الشمسية، إحدى أكبر المحطات عالمياً.

استراتيجية وطنية طموحة للتكيف: تشمل مشاريع لتطوير الري، معالجة المياه، حماية السواحل، وتشجيع الزراعة الذكية مناخياً.

وستعمل الدبلوماسية المصرية على الدفاع عن مطالب الدول الأفريقية والنامية، والضغط من أجل تمويل عادل، ونقل للتكنولوجيا، مع التركيز على ضرورة تحويل التعهدات إلى خطط عمل ملموسة وآليات توزيع شفافة.

تحديات وفرصة ذهبية

رغم التفاؤل، تواجه خطة التريليون دولار تحديات جسيمة، أبرزها ضرورة بناء آليات فعالة لضمان وصول الأموال بشكل مباشر، وتقديم الدول النامية لمشاريع قابلة للتمويل والتنفيذ.

يُعد مؤتمر COP30 فرصة ذهبية للمجتمع الدولي لتحويل الدروس المستفادة من الماضي إلى إرادة سياسية حقيقية، والتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لبناء مستقبل مستدام. فمواجهة تغير المناخ ليست مجرد مسؤولية، بل هي استثمار لا غنى عنه في مستقبل الأجيال القادمة.

  • Related Posts

    شركة “إنوفيرا Innovera”  توقع اتفاقية تعاون مع ” الجامعة المصرية الصينية”  لإنشاء مركز للتعليم المستمر وحاضنات أعمال تكنولوجية

    القاهرة – ديسمبر 2025

    وقّعت شركة “إنوفيرا Innovera”  المتخصصة في التدريب التكنولوجي وتطوير الحلول الرقمية، اتفاقية تعاون مشترك مع الجامعة المصرية الصينية، بهدف إنشاء مركز للتميز والتعليم المستمر داخل الجامعة وإطلاق حاضنات أعمال متخصصة لدعم المشاريع الناشئة ورواد الأعمال من الطلاب والخريجين، وذلك بحضور الدكتورة رشا الخولي رئيسة الجامعة، والدكتورة سها صفوت عميد كلية الحاسبات ونظم المعلومات، والمهندس بدر رضوان الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لقطاع تطوير الأعمال بشركة إنوفيرا، والمهندس معتز خضر ادرئيس التنفيذي للعمليات ،إلى جانب قيادات الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب وقيادات الشركة.

    وأكد المهندس بدر رضوان أن الاتفاقية تمثل خطوة استراتيجية لتطوير التعليم التكنولوجي وربطه بسوق العمل، موضحًا أن الشركة تهدف من خلال هذا التعاون إلى تأهيل الطلاب والخريجين بالمهارات العملية اللازمة لسوق العمل الحديث، وتمكينهم من تحويل أفكارهم الابتكارية إلى مشروعات قابلة للتنفيذ والنمو، مؤكدًا أن المركز وحاضنات الأعمال ستوفر بيئة تعليمية وعملية متكاملة تتوافق مع أحدث المعايير العالمية.

    وتهدف الاتفاقية إلى دعم التدريب العملي وتأهيل الطلاب والخريجين وفق متطلبات سوق العمل، وتقديم برامج تدريبية متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، تطوير البرمجيات، إنترنت الأشياء IoT، الحوسبة السحابية Cloud Computing، والتحول الرقمي، بالإضافة إلى المهارات الأساسية اللازمة لسوق العمل الحديث. كما تسعي الاتفاقية إلى إنشاء بيئة داعمة للابتكار وريادة الأعمال، وتمكين الطلاب من تحويل أفكارهم إلى مشروعات قابلة للتطبيق قبل وبعد التخرج.

    وأكدت الدكتورة رشا الخولي رئيسة الجامعة المصرية الصينية أن الاتفاقية تمثل خطوة مهمة نحو ربط المعرفة الأكاديمية بسوق العمل الفعلي، موضحة أن الجامعة تهدف لأن تصبح جامعة منتجة تقدم خريجًا قادرًا على العمل والابتكار والمنافسة على المستوى المحلي والإقليمي، وليس مجرد طالب متميز أكاديميًا. وأضافت: “إننا اليوم لا نوقع مجرد اتفاقية، بل نطلق رؤية مشتركة لمستقبل التعليم والابتكار، ونسعى لتزويد طلابنا بمهارات الثورة الصناعية الرابعة، مع التأكيد على أن الشراكة مع القطاع الخاص، ممثلاً في مؤسسة رائدة مثل إنوفيرا، هي السبيل الأمثل لبناء جيل قادر على قيادة المستقبل الرقمي”.

    وأوضحت الدكتورة سها صفوت أن الاتفاقية تحقق هدفاً طالما سعت إليه كلية الحاسبات ونظم المعلومات، وهو إحداث نقلة نوعية في أسلوب الدراسة من النظام الأكاديمي التقليدي إلى النظام العملي التطبيقي، ما يقلص الفجوة بين الدراسة النظرية ومتطلبات سوق العمل. وأكدت أن المركز الجديد وحاضنات الأعمال سيمنح الطلاب الفرصة لتطوير مهاراتهم العملية والتجريبية تحت إشراف متخصصين.

    ومن جانبه، أعرب المهندس بدر رضوان عن سعادته بالتعاون مع الجامعة، مشيراً إلى أن الاتفاقية تعكس التزام Innovera بتوسيع دورها في التدريب التكنولوجي، ونقل وتوطين أحدث الحلول الرقمية، والاستثمار في رأس المال البشري المصري، وتوفير بيئة تدريبية محاكية لأحدث المعايير العالمية، لتمكين الطلاب والخريجين من المشاركة بفاعلية في الاقتصاد الرقمي وصناعة البرمجيات.

    وعن موعد إطلاق البرامج التدريبية وحاضنة الأعمال، صرح المهندس معتز خضر الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة إنوفيرا أن العمل قد بدأ بالفعل وجاري استكمال اللمسات النهائية تمهيدًا للإعلان عن إطلاق الحزمة الأولى من البرامج، مع التأكيد على الجهود الكبيرة التي تبذلها الجامعة برئاسة الدكتورة الدكتورة رشا الخولي وكذلك الدور الكبير التي تلعبه كلية الحاسبات ونظم المعلومات بقيادة الدكتورة سها صفوت لتوفير بيئة تعليمية متميزة.

    يذكر أن شركة Innovera تتخذ من جمهورية مصر العربية مقراً رئيساً لها، وتعمل في عدة مجالات ضمن قطاع التكنولوجيا، من ضمنها التدريب المتخصص في المجالات التكنولوجية المختلفة، والاستثمار في التكنولوجيا، وتقديم الحلول والخدمات الرقمية، بهدف بناء كوادر قادرة على قيادة مستقبل التعليم والتكنولوجيا في المنطقة.

    سفارة الإمارات في القاهرة تحتفل بالعيد الوطني الـ54 بحضور شخصيات رفيعة المستوى منها طارق الجيوشي

    كتب/ عمرو محمد

    القاهرة – احتفلت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في القاهرة بمناسبة العيد الوطني الـ54 للدولة، بحضور مجموعة من الوزراء والسفراء والشخصيات البارزة من مصر ودول عربية وأجنبية.

    وشهد الحفل، الذي أقيم بمقر السفارة في القاهرة، مشاركة فعالة من نخبة من رجال الأعمال والمجتمع، حيث حرص على الحضور المهندس الدكتور طارق الجيوشي، رئيس مجلس إدارة مجموعة الجيوشي للحديد والصلب، رفقة نجله المهندس إسلام الجيوشي.

    جاء الاحتفال في أجواء احتفائية تعكس عمق العلاقات المتميزة بين مصر والإمارات، وتم خلاله استعراض مظاهر التطور والنهضة التي تشهدها دولة الإمارات في جميع المجالات.

    وتميز الحفل بوجود عدد كبير من رجال الأعمال والشخصيات العامة، مما يعكس المكانة الهامة للحدث على الخريطة الدبلوماسية والاجتماعية.

    من الجدير بالذكر أن مثل هذه المشاركات تؤكد على دور القطاع الخاص ورجال الأعمال في تعزيز أواصر التعاون والصداقة بين البلدين الشقيقين.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *